يوم أونلاين

موقع عربي

عشقت معلمتي

(قصة حقيقية)”مؤثرة وحزينة “

قبل ثلاثة سنوات في عامي المدرسي الأخير كنتُ ك عادتي فتاة مؤدبة خجولة ذكية تعشق الرياضيات لا يُسمع صوتها إلا في الحصة الدراسية لهذه المادة اجلس في الدرج الثاني.. وانتظر هذه الحصة بفارغ الصبر لأني كنت اعشق المعلمة ايضاً ؛ كنت استغرب من نفسي لأن طبعي فريد من نوعه لا يلفتني أحد ولا يثير اعجابي اياً كان لكنها دخلت قلبي بل سكنت في الاعماق كنتُ أراها تشبهني جدا في اخلاصها في اهتمامها للغير ً واتأملها كثيراً أرى فيها القوة التي تنقصني كانت قوية جدا يهابها الجميع لشدتها رغم قسوة ظروف حياتها اراها قدوتي كل شيء ينقصني كانت تكمله هي-

<ins class=”adsbygoogle”
     style=”display:block”
     data-ad-format=”autorelaxed”
     data-ad-client=”ca-pub-5021472841228717″
     data-ad-slot=”4548272723″></ins>
<script>
     (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
</script>

هكذا يولد الحب كما يقال-.. في كل يوم من الساعه السابعة والنصف تبدأ بإعطائنا الحصص الاضافية تقف أمام الباب تمسك كوب القهوة ولها رائحة مميزة تملئ الصف الدراسي كان هدفها ان ترانا افضل دوماً تحرص على مصلحتنا رغم قسوتها في التعامل معنا احيانا لكني كنت انظر إلى الجوهر والنية معلمتي التي كانت تبلغ من العمر اثنان وستين عاماً والتي درست أجيال كثيرة على مر السنين اكثر من ست وثلاثون عاماً ست وثلاثون عاماً لم تمل منا لم يكن هدفها الا ان ترانا بأفضل حال هي الوحيدة التي كانت تتعب ليس لأجلها بل لأجلنا نحن تعطي الاهتمام للطالبات كأنهن بناتها تمازحنا وتضحكنا كانت آخر ضحكات من القلب في حصصها . كانت عندما تسأل سؤال تقف أمامي وتثق بإجاباتي. منتظرة اجابتي بكل ثقة. عندما ارى نظرتها لي اثق في رأيي هي مصدر ثقتي.. منزلها يبعد عن منزلي مسافة ليست بعيدة.. اعلم احوالها قد عانت في حياتها كثيرا هجرها زوجها وزوجت ابنتها وبقيت وحيدة في منزلها وابتلاها الله بأمراض..

<ins class=”adsbygoogle”
     style=”display:block”
     data-ad-format=”autorelaxed”
     data-ad-client=”ca-pub-5021472841228717″
     data-ad-slot=”4548272723″></ins>
<script>
     (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
</script>

من يراها وهي تضحك لا يخطر له انها قد عانت يوماً . كنت افهمها جيداً. افهم ما تخفي وتبدي وما تود أن تقول قبل أن تقول لا تزال كلماتها محفورة في ذاكرتي كأنها البارحة.. مربية اجيال بالمعنى الحرفي للكلمة.. تعرف نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا.. . كانت تعبر عن اهتمامها بالصراخ علينا هكذا هي تعتبر أن مشاعرها ضعف ذات عزة نفس لا تكاد توصف..
في اغلب الاوقات كانت تحل المسائل الرياضية بنفسها ولا تختار الا القلة من الطالبات الحل على اللوح. كنت انا من تلك القلة – اكثر من يسمع الصراخ منها اذكر مرة قد صرخت علي لسبب بسيط في حلي للمسألة وبان علي اني قد زعجت منها كانت تضحك من كل قلبها عندما تراني مستفزة منها – هكذا هي يسعدها ذلك -و تأتي في حصة أخرى تسأل عني اين انتي ثم تقول؛” منورة” بابتسامة .. رغم اني مهما فعلت بي يبقى حبي لها اقوى من أي شيء انا احببت عامي الدراسي لأجلها هِي لم يمر علي طوال الأثنى عشر عاماً شخصية مثلها.. قد اجتمعت الشخصية التي رسمتها بمخيلتي بها هي.. في ذات يوم قد تغيبت عن المدرسة وأخبرونا انها قد مرضت وادعولها كثيراً وربما ستأتي بديلة عنها لتكمل لكم الفصل.. انا في كل يوم من دونها كنت اموت من داخلي قهراً وحزناً وبكاء ً عليها.. لا يوجد اي طعم للمدرسة بدونها فقد تعلقت بها كثيرا ً ويأتي يوم بعد يوم وهي لم تأتي واعود للمنزل ابكي عليها بحرقة قلب اتخيلها وابكي امام عائلتي حتى.. اذكر في يوم الأربعاء كان الجو شديد البرودة والامطار تهطل بشكل غزير أثناء عودتي من المدرسة اقترحت على صديقتي ان نذهب للاطمئنان عليها في المنزل ف وافقت وذهبنا عند طرقنا للباب لم اتوقع ان تفتح لنا بهذه السرعه لم اصدق عيناي انني رأيتها تقف أمامي وقلت بصوت لا ارادي ” يااي😭” لا تشبه نفسها وقوتها في المدرسة
كانت مسالمة حتى ملامحها ليست كما هي . ثم سلمت عليها صديقتي وعندما سلمت عليها انا شدت على يدي وضمتني وقبلتني كثيراً ولاحظت بقايا الدموع في عيناي.. طلبت منا ان ندخل بيتها فقلنا فاعتذرنا لانا كنا مشغولين ثم طلبتُ منها وقلت لها معلمتي تعالي فأطالت النظر بوجهي وهي مبتسمة ابتسامتها ومغلقة فمها ولون شفتاها بلون بنفسجي من برودة الجو انني أذكر ثم اعدتُ الجملة معلمتي تعالي عالمدرسة 😢 ثم اطالت النظر الي ولم تنطق بكلمة
بعدها نزلت رأسها للاسفل واخفضت صوتها ” مهو تعبت ومرضت اخدت اجازة ” كانت اول مرة اراها وهي تتكلم بهذه الطريقة كانت تتكلم بحسرة وبكسرة نفس. ف اصررت عليها لا نريد بديلاً عنكِ تعالي انت معلمتي فضحكت من قلبها ولم تعدني بشيء قالت لي ربما آتي
ثم في صباح اليوم التالي كانت في المدرسة لم اصدق عيناي انها اتت في عز مرضها 🥺 اول تعليق قامت بتعليقه علي بعد مجيئها بممازحة ” خايفه القلم يخلص لاني كنت اكتب بخط فاهي جداً ، وابتسمت في وجهها.. بعد يومان قد جائت بكامل حيويتها وقوتها في صباح يوم الأحد في الصباح ندهت علي بصوت عالي لاحل مسألة على اللوح قمت وانا مطمئنة مجرد ما ان امسكت قلم اللوح قبل أن أكتب اي شيء صرخت بصوت عالي ف ارتبكت وكتبت بشكل آخر رغم أن الحل صحيح ثم صرخت مرة أخرى ف نظرت الى وجهي وبه علامات التأفف ثم صرخت بتنفخي بتطلعي براا بصوت عالي جداً حيث انني اول مرة اتعرض لهكذا موقف فانتبهت كل طالبات الصف الي بدأ على وجهيي علامات الاحمرار الشديد ف اغلقتُ قلم اللوح ووقفت انتظرها لتكمل حديثها ؛ بعد ذلك بَدَأَت بالحديث واعطاء الحكم باعتبارها بهدلة لي أمام زميلات الصف. وانا اقف وبيدي قلم اللوح، كان الصف هادئ جداً جداً حيث سمعتُ صوت اقدام في مجيئها نحو الصف ف طأطأتُ رأسي اسمع واترقب بخوف صوت الاقدام، وهي لا تزال تتكلم وتقف أمامي اذكر حركاتها ونظراتها.. كانت ردة فعلي بعد الانتهاء من حديثها انني ابتسمت وحدقت في وجهها تماما كما رأيتها باب منزلها .. ف قالت هيا اكملي واكملتُ الحل.. ثم عند الانتهاء بابتسامة عريضة قالت خلص، كنتُ من هول صدمتي لا اريد النظر في عينيها اطلاقا واسرعت في الرجوع إلى الدرج الثاني اكتب على دفتري أبعد عيناي عن النظر الى عيناها.. جائت وقفت امامي واطالت النظر الى عيني اكثر من دقيقة ونظرات المحبة تملئ عيناها بل تشع من عيناها كدت ان ابكي ولكني تظاهرت باللامبالاة أمامها شعرت بالارتياح لأني اخرجتها من تفكيري ولن افكر بأمرها بعد اليوم قد خف حبي لها في ذلك اليوم.. فهمتُ انها فعلت ذلك لتخفف تعلقي بها لكي لا اتأثر عليها اذا حصل لها مكروه..
معلمتي ها انا اليوم من شهر نوفمبر من العام الحادي والعشرين بعد وفاتك ب خمسة أشهر اقول لك وانتي تحت الثرى اني اريد موقف آخر ليخرجك من تفكيري انا ابكي دماً عليكي 😭😭 لو تحول وجعي لصرخة لشقت السماء والأرض انتي في نظري لم تموتي الا قليلاً لأنك هنا في الاعماق
لكن لا تخافي سأظل ادعو لك في صلاتي لن انساكي من دعائي ابداً اعدك بأن أظل أدعو لكي ما حييت🥺